ترجح أغلب الآراء أن الملك أو الزعيم "العقرب" هو الملك قبل الأخير فى الأسرة صفر و الذى كشف له عن آثار مثل أسلافه من الزعماء المتعارف عليهم حتى الآن .
و لكنها تزيد عن سلفه الملك "كا" و تقل عن آثار خلفه "نعرمر" و يقترح الدارس بعد إعادة رصد و تحليل وثائق عصر ماقبيل الأسرات أن هناك زعيم عقرب واحد ، و ليس زعيمان ، العقرب الأول و العقرب الثانى كما يرى البعض ، إذ يوضع العقرب الأول _طبقا لهذا الرأى _ كأحد زعماء الأسرة التى يطلق عليها "الأسرة صفرين" أو dynsty 00 ،إن جاز التعبير و تؤرخ
ببداية عصر نقادة الثالثة (3200-3150) ثم ينسبون لهذا الزعيم المقبرة " u-j " التي تم اكتشافها فى أم الجعاب و كانت تشبه القصر الملكى فى تخطيطها ، بينما ينسب أصحاب
هذه النظرية للعقرب الثانى المقامع التى كشف عنها فى "نخن - الكوم الأحمر" ، و يجعلونه أحد ملوك الأسرة صفر .
وهنا يرى الباحث أنه لا وجود لملكين مختلفين و إنما هو ملك واحد و هو أحد زعماء الأسرة صفر و قد لعب هذا الملك دورا هاما خلال الأسرة صفر فى سبيل الوصول إلى وحدة مصر بدليل ظهور آثار له فى الشمال رغم أصله الجنوبى .
ولعل ظهور المعبود ( ست ) إله مدينة نقادة على مقمعته الكبيرة مرتان قد يوحي بأنه كان من أتباع هذا الإله و أنه قام بالتوفيق بينه و بين المعبود الرئيسى آنذاك " حورس" إله نخن حيث كان هو المعبود الذى إتخذه زعماء الأسرة صفر كحامى لهم أثناء زحفهم نحو الشمال فى سبيل الوحدة و لذلك فقد إتخذه الملك "العقرب" فوق السرخ ، حيث أن إسمه لم يدخل فيه هذا المعبود مثله مثل الزعماء "التمساح" و "كا" و "نعرمر".
كما أن الشواهد المادية المكتشفة و ترجع لعهد هذا الملك تؤكد أن عهده كان فترة هامة فى التحول الحضارى السريع الذى شهدته فترة ماقبل الأسرات من حيث ظهور رموز السلطة ( علامتى المذبة والمقمعة الملكيتين ) و مدى شرعية الملك من خلال طقسة تأديب الأعداء بالإضافة الى فكرة الإنتماء لمعبود رئيسى يتم الحكم تحت رايته كما تأسست فى عهده بداية سمات المؤسسة الملكية و رموزها كإرتداء تاج الشمال و الجنوب لأول مرة و ظهور ثنائية النظام الملكى ،
و الإحتفال بالحب سد و إنشاء المعابد و قد امتد سلطان العقرب حتى شمال شرق الدلتا بل ان البعض يرى انه و صل الى جنوب فلسطين.
الباحث الاثري الاستاذ / أحمد فهيم