حديث الروح للأرواح يسري ... وتدركه القلوب بلا عنـــاءِ
هتــفت به فــطار بلا جـــناح ... وشق أنينه صدر الفضــــاء
و مــعدنه تـــرابي و لــــكن ... جرت في لفــظه لغة السماءِ
لقد فاضت دموع العشق مني ... حديثاً كان علـــــوي النداءِ
فحلق في ربى الأفلاك حتى ... أهاج العــالم الأعلى بكائـي
تحاورت النجوم و قلن صوتً ... بقرب العرش موصول الدعــــاءِ
و جـاوبـت المجرة عـلّ طـيفاً ... ســرى بــين الـكواكـب في خــفاءِ
و قال الــبدر هـذا قــلب شـاكٍ ... يـواصــل شــدوه عــند المــســـاءِ
و لم يعرف سوى رضوان صوتي ... و ما أحراه عنـــــدي بالوفـاء
شـكواي أم نـجواي في هذا الدجى ... ونـجوم لـيــلى حُـــسّدي أم عُـــوّدِي
أمسيت في الماضي أعــيش كأنما ... قطع الزمان طريق أمسي عن غدي
و الطـير صـادحـة على أفـــنانـها ... تُـبــكي الــربي بأنـيـــنـهـا المتــجدد
قـد طال تسهــيدي وطال نشـيدها ... و مدامعي كالـطّل في الغصن الندي
فـإلى متى صمـتي كـأنـي زهـرة ... خــرســاء لـم تـرزق بـراعـة منــشد
قـيـثـارتي مـلـئت بأنات الـجوى ... لا بـد للمـكـــبـوت مـن فيـــضان
صعدت إلى شفتي خواطر مهجتي ... ليبــين عنها منـطقي و لساني
أنا ما تـعديـت القــناعة والرضـا ... لكنــما هـي قــصـة الأشــــجـان
يشــكو لك اللــهم قــلب لم يــعش ... إلا لحــمد عــلاك في الأكــــوان
من قـام يهـــتف باسـم ذاتـك قبلــنا ... مـن كـان يـدعـو الـواحــد الـقــهـارا
عــبدوا الـكواكـب و النـجوم جـهالـة ... لـم يـبـلــغـوا مـن هـديـها أنــواراَ
هـل أعــلن الـتـوحـيـد داع قـلـبـــنا ... و هـدى القلوب إلـيـك و الأنـظاراَ؟
نـدعــوا جـهـاراً لا إلـه سـوى الـذي ... صــنـع الـوجـود و قــدّر الأقـــداراَ
إذا الأيــــمان ضـــــاع فــلا أمـــان ... ولا دنــــيا لــمـن لـم يــحي ديــــنا
و مـن رضـى الـحــيـاة بـغــيـر ديـن ... فــقـد جــعـل الـفـنـاء لـهـا قــريــنا
و فـي الـتـوحـــيـد لـلـهـــمـم اتــحـاد ... و لـن تـبــنـوا الـــعـلا مـتـفـرقـيـنـا
ألــم يـبـــــعـث لأمـتـــــكـم نـــــــبي ... يـوحـــدكــم عـلى نـــهـج الـوئــام
و مـصـحـفـكـم و قـبـلـتـكم جـمـيـعـاً ... مــــــــــنـارً للأخـــــوة و الســلام
و فــــوق الـكــل رحــمـنٌ رحــــيـمٌ ... إلــــــه واحــــد رب الأنــــــــــــام